لم يكتف نجم ليفربول السابق ولاعب النصر الحالي، ساديو ماني، بصنع اسم لنفسه على أرض الملعب فحسب، بل أصبح أيضًا رمزًا للتواضع والكرم. وعلى الرغم من نجاحه وثروته، لم ينس ماني جذوره أبدًا، حيث استثمر أكثر من مليون جنيه إسترليني في قريته بامبالي، السنغال، لتحسين حياة سكانها.
من البدايات المتواضعة إلى النجومية العالمية
نشأ ساديو ماني في بامبالي، وهي قرية صغيرة في السنغال، في عائلة عانت من الفقر. كان شغفه بكرة القدم واضحًا منذ سن مبكرة، لكن والديه كانا في البداية ضد ملاحقته لمهنة في هذه الرياضة. في النهاية، رضخوا، وسمحوا لعمه بأخذه إلى داكار لتجربة أكاديمية كرة قدم محلية. كانت رحلة ماني ليصبح لاعب كرة قدم محترف صعبة، حيث جمعت القرية بأكملها الأموال لرحلته إلى داكار. أثار إعجاب المدربين في الأكاديمية على الرغم من أحذيته الممزقة وملابسه البالية، وبعد ثلاث سنوات فقط، كان يلعب لصالح نادي ميتز الفرنسي، مما يمثل بداية مسيرته الأوروبية.
رد الجميل لبامبالي
لم يبعد نجاح ماني أبدًا عن أصوله. في عام 2019، أثناء لعبه مع ليفربول، تبرع بمبلغ 250 ألف جنيه إسترليني لبناء مدرسة في بامبالي. كما قدم أجهزة كمبيوتر محمولة ومكافآت مالية لأفضل الطلاب. لم يكن في القرية، التي تقع على بعد حوالي 400 كيلومتر من داكار، مستشفى، وتوفي والد ماني عندما كان ساديو في السابعة من عمره بسبب نقص الرعاية الطبية. وردًا على ذلك، تبرع ماني بمبلغ 500 ألف جنيه إسترليني لبناء مستشفى في قريته، لضمان عدم معاناة الأجيال القادمة من نفس المصير.
مساهمات ساديو ماني لبامبالي:
- بناء المدرسة: تبرع بمبلغ 250 ألف جنيه إسترليني لبناء مدرسة ودعم الطلاب بأجهزة كمبيوتر محمولة ومكافآت مالية.
- بناء المستشفى: تبرع بمبلغ 500 ألف جنيه إسترليني لبناء مستشفى في قريته، لمعالجة نقص المرافق الطبية.
- مساهمات إضافية: موّل بناء محطة بنزين ومكتب بريد وتركيب إنترنت محمول بتقنية الجيل الرابع.
- دعم كوفيد-19: تبرع بمبلغ 41 ألف جنيه إسترليني للجنة الوطنية السنغالية خلال جائحة كوفيد-19.
- الدعم الشهري: يوفر 70 جنيهًا إسترلينيًا شهريًا لكل مقيم في إحدى أفقر مناطق السنغال، ويوفر الضروريات الأساسية.
حياة البساطة والكرم
على الرغم من ثروته، حافظ ماني على أسلوب حياة بسيط. يقود سيارات متواضعة، ويرتدي هاتف آيفون قديمًا بشاشة متصدعة، ويتجنب السلع الفاخرة. بصفته مسلمًا متدينًا، يؤمن بمشاركة نعمه مع الآخرين. أكسبته تواضع ماني وأعماله الخيرية احترامًا كبيرًا، ليس فقط في السنغال ولكن في جميع أنحاء العالم. في عام 2022، أصبح أول من حصل على جائزة سقراط، وهي جائزة تُمنح للاعب كرة قدم قدم مساهمات كبيرة خارج الملعب.
إن تفاني ماني في مساعدة الآخرين بمثابة تذكير قوي بأهمية البقاء على الأرض واستخدام نجاح المرء لرفع مستوى المحتاجين. قصته هي شهادة على حقيقة أنه على الرغم من تحقيق الشهرة العالمية، إلا أنه يظل نفس الشخص المتواضع الذي حلم ذات يوم بإحداث فرق في قريته.
الخلاصة
ساديو ماني أكثر من مجرد نجم كرة قدم؛ فهو منارة أمل وكرم لوطنه السنغال. تسلط استثماراته في بامبالي وجهوده الخيرية المستمرة الضوء على التزامه بتحسين حياة من حوله. يمتد إرث ماني إلى ما هو أبعد من ملعب كرة القدم، حيث يواصل إلهام الناس بأفعاله سواء داخل الملعب أو خارجه.